سوريا تتهم إسرائيل أمام مجلس الأمن بشن “حرب مفتوحة” ضدها

اتهمت سوريا، على لسان مندوبها الدائم لدى مجلس الأمن الدولي، قصي الضحاك، إسرائيل بشنّ “حرب مفتوحة” على أراضيها، معتبرة أن الضربات العسكرية التي شنتها تل أبيب في الأيام الأخيرة تُعد تصعيدًا خطيرًا يهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي وجرّ البلاد إلى ساحة صراع إقليمي.

وفي كلمة ألقاها الضحاك خلال جلسة مجلس الأمن الخميس، قال إن “الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية ليست إلا انتهاكات ممنهجة تهدف إلى تقويض جهود الدولة السورية لبسط سيادتها”، مضيفًا أن إسرائيل “انتهكت مرارًا اتفاق فض الاشتباك مع سوريا”، في إشارة إلى الاتفاق الموقع بعد حرب أكتوبر 1973 والذي يفترض أن يحكم قواعد الاشتباك في الجولان السوري المحتل.

دمشق تشدد على سيادتها  

وحول التطورات المتسارعة في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، وما تبعها من ضربات إسرائيلية على مواقع حكومية، أكد الضحاك أن القيادة السورية تعاملت مع الوضع “بأعلى درجات الحكمة واتخذت قرارات سيادية دقيقة تهدف إلى حماية المصلحة الوطنية وضمان وحدة البلاد وسلامة أراضيها”.

وشدد الضحاك على أن السوريين “يرفضون الإرهاب والكراهية والتحريض على العنف”، مؤكداً أن “سوريا ستبقى دولة للجميع، وتحتاج إلى دعم المجتمع الدولي في مواجهة المخاطر الراهنة”.

حصيلة القتلى في السويداء

وفي سياق متصل، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء الخميس، أن حصيلة قتلى المواجهات في السويداء ارتفعت إلى نحو 600 شخص، بينهم 275 عنصرًا من وزارتي الدفاع والداخلية و304 من أبناء المحافظة. وكانت المحافظة قد شهدت مواجهات دامية بين فصائل درزية محلية وعشائر مسلحة، ما دفع القوات الحكومية للتدخل في محاولة لإرساء وقف لإطلاق النار جرى التوصل إليه عبر وساطات من وجهاء المدينة.

لكن هذه الخطوة فجّرت خلافًا مع الجانب الإسرائيلي، حيث قال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن الجيش السوري نسق مع إسرائيل قبل دخول السويداء، مع تعهده بعدم استخدام أسلحة ثقيلة، إلا أنه “خالف التفاهم”، ما دفع إسرائيل للرد بشن ضربات جوية عنيفة شملت دمشق والسويداء ومواقع عسكرية في مناطق أخرى.

وقال أحد المسؤولين العسكريين الإسرائيليين إن “بلاده لن تسمح بحشد عسكري على حدودها مع جنوب سوريا”، في إشارة إلى ما تعتبره تل أبيب خطوطًا حمراء تمنع اقتراب القوات السورية النظامية أو حلفائها من مناطق قرب الجولان.