هند عصام تكتب: الملك سنوسرت الثاني

شكرًا لكم على متابعة هند عصام تكتب: الملك سنوسرت الثاني وللمزيد من التفاصيل

ما زالنا على تواصل مع سرد قصص وحكايات ملوك الأسرة الثانية عشر وجاء الدور على الملك الرابع لهذه الأسرة هو الملك سنوسرت  الثاني ابن الملك أمنمحات الثاني و كان رابع فراعنة خلال هذه الحقبة حيث حكم مصر في القرن التاسع عشر قبل الميلاد.

 يُعد الملك سنوسرت الثاني أحد أبرز حكام الأسرة الثانية عشرة في الدولة الوسطى، حيث ترك بصمات واضحة وعظيمة في التاريخ المصري القديم من خلال إنجازاته العظيمة في مجالات الزراعة، والري والتشييد المعماري. 

و خلف الملك سنوسرت الثانى أبيه الملك امنمحات الثانى واشترك معه فى الحكم خلال سنواته الأخيرة.

ويرجع الفضل في تكوين شخصية الملك سنوسرت الثانى هو أنه ينتمي إلى الأسرة الثانية عشرة، وهي واحدة من أعظم الأسر في تاريخ مصر القديمة، التي ساهمت في تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي للبلاد، حكم الملك سنوسرت الثاني مصر في الفترة ما بين 1897 و1878 ق.م، وكان والده الملك أمنمحات الثاني دور كبير فى تكوين شخصيته من خلال السماح له بمشاركته في حكم البلاد والعيش فى كنفه مما أعطى له الخبرة والثقة له فيما بعد كحاكم ، بالإضافة أن والده الملك أمنمحات الثاني ترك له دولة قوية ومنظمة.

تزوج الملك سنوسرت الثاني من نفرت وهى سيدة يقال عنها أن شهرتها كانت تفوق جمالها وعثر تمثالها فى تانيس (التى تقع بالقرب من مدينتى الحسينية وفاقوس فى محافظة الشرقية). 

وأنجب الملك سنوسرت الثاني كلا من الملك سنوسرت الثالث، والأميرة سات حتحور أيونت، إيتاكايت، نفرت، سات حتحور أنت

وقد ذكر «مانيتون» أن الملك سنوسرت الثاني من أطول الملوك الذين جلسوا على عرش المُلك كقامة، فكان طوله حسب قول «مانيتون» أربعة أذرع وثلاثة أشبار وأصبعين؛ أى نحو ستة أقدام.
أما مدة حكمه للبلاد فكانت تسع عشرة سنة بما فيها السبعة أعوام التى اشترك فيها مع والده.

و شهدت فترة حكم الملك سنوسرت الثاني نهضة زراعية كبيرة، حيث ركّز على تطوير نظام الري في منطقة الفيوم، مما ساعد في زيادة الإنتاج الزراعي ودعم استقرار الدولة، كما عُرف بكونه ملكًا سلميًا، إذ لم تُسجل حملات عسكرية كبرى خلال عهده، على عكس العديد من ملوك مصر الذين اعتمدوا على الفتوحات لتعزيز سلطتهم.

و كان الفيوم مركزًا رئيسيًا للزراعة في مصر القديمة، إلا أن الاستفادة من مياهه كانت محدودة بسبب مشاكل في تصريف المياه. 

أدرك حينها الملك  سنوسرت الثاني أهمية تحسين نظم الري، فقام بحفر قنوات جديدة وتشييد سدود، مما ساعد في توسيع الأراضي الزراعية وزيادة الإنتاج الزراعي. يُعتبر هذا المشروع من أعظم إنجازاته، إذ استمر تأثيره لعدة قرون بعد وفاته.

ومن أهم إنجازات الملك سنوسرت الثاني تأسيس مدينة اللاهون، التي كانت مخصصة للعاملين في مجمع هرمه. تميزت هذه المدينة بتخطيطها العمراني المتطور، حيث احتوت على منازل للعمال والمسؤولين، ما يدل على اهتمامه برفاهية العاملين في المشروعات الملكية.

كما عُرف عن الملك  سنوسرت الثاني خلال حكمه  بسياسته الدبلوماسية الحكيمة، حيث عزز العلاقات التجارية مع مناطق النوبة وبلاد بونت. 

و كان اهتمامه بالتجارة الخارجية واضحًا من خلال البعثات التجارية التي أرسلها لجلب الأخشاب، والمعادن، والأحجار الكريمة، مما دعم الاقتصاد المصري خلال فترته.

و يعد أيضا هرم اللاهون من أهم المعالم المعمارية التي تركها الملك سنوسرت الثاني. يقع هذا الهرم بالقرب من الفيوم، ويختلف عن أهرامات الجيزة في طريقة بنائه، حيث تم تشييده باستخدام الطوب الطيني المغطى بالحجر الجيري.

حيث تم تصميم هرم اللاهون هذا ليكون مقبرة ملكية متكاملة، تضم من خلالها مجمعًا يحتوي على معابد جنائزية ومخازن ومساكن للكهنة. على عكس الأهرامات التقليدية،و تم بناء المدخل الرئيسي للهرم من الجانب الجنوبي بدلاً من الجانب الشمالي، في تغيير غير مألوف في العمارة الجنائزية المصرية.

وفي عام 1889، قام عالم الآثار البريطاني فليندرز بيتري بالكشف عن هرم اللاهون ومحيطه، حيث اكتشف العديد من القطع الأثرية الثمينة، بما في ذلك المجوهرات الملكية وأدوات الطقوس الجنائزية. كما تم العثور على مجموعة من المقابر الملكية التي تعود إلى أفراد عائلة سنوسرت الثاني، مما أضاف المزيد من المعلومات حول هذه الفترة التاريخية.

و من بين القطع الأثرية المدهشة التي وُجدت في مجمع هرم اللاهون، طاولة عرض نادرة مصنوعة من حجر الكالسيت، وهي مادة كلسية شفافة كان المصريون القدماء يفضلونها لنحت الأواني والقطع الفاخرة.

تعتبر هذه الطاولة مثالًا على الحرفية المتميزة في نحت الأحجار، حيث يظهر عليها سطح أملس مصقول يعكس مهارة النحاتين المصريين.

يُعتقد أن هذه الطاولة كانت تُستخدم في العروض الطقسية أو كجزء من الأثاث الملكي داخل مجمع الهرم. وربما كانت مخصصة لوضع القرابين، حيث كانت المراسم الجنائزية تتضمن تقديم العطور، والزيوت، والطعام للملك المتوفى لضمان حياته الأبدية في العالم الآخر.

تمثل هذه الطاولة تحفة فريدة تعكس تقدم المصريين القدماء في استخدام الأحجار الصلبة وصقلها بطريقة متقنة. 

كما تبرز دور الطقوس الدينية في حياة الفراعنة، حيث كان لكل قطعة أثرية وظيفة مقدسة ضمن الطقوس الجنائزية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى