أهم المعالم الأثرية في العالم.. هل جزيرة الفصح معزولة؟
شكرًا لكم على متابعة أهم المعالم الأثرية في العالم.. هل جزيرة الفصح معزولة؟ وللمزيد من التفاصيل
كشفت دراسة أثرية حديثة ، عن مفاجأة قد تغير الفهم التاريخي لجزيرة الفصح (Easter Island) الواقعة في جنوب شرق المحيط الهادئ، إذ أظهرت أن الجزيرة لم تكن معزولة كما ظل يُعتقد لعقود، وأن تماثيلها الشهيرة المعروفة باسم “المواي” لها نظائر في جزر بولينيزية أخرى.
الدراسة، التي أعدها فريق من علماء الآثار في جامعة أوبسالا السويدية ونشرت في مجلة Antiquity العلمية، أظهرت أن النماذج الأولى لتماثيل المواي، التي كانت تُعتبر فريدة من نوعها، انتشرت في جزر أخرى ضمن منطقة بولينيزيا، والتي تضم أكثر من ألف جزيرة ممتدة على طول المحيط الهادئ.
تماثيل المواي ليست حصرية
واعتقد الباحثون، أن سكان الجزيرة الأصليين، المعروفين باسم “رابا نوي”، عاشوا في عزلة شبه تامة منذ استيطانهم الجزيرة بين عامي 1200 و1500 ميلادي، حيث شيدوا التماثيل العملاقة المنحوتة من الصخور البركانية، التي وُضعت على منصات حجرية تعرف بـ”آهو” لأغراض دينية وشعائرية.
لكن الباحثين السويديين، ومن بينهم البروفيسور بول والين، أكدوا أن أنماط المعابد والمنصات الدينية – المعروفة في بعض الجزر باسم “ماراي” – منتشرة عبر معظم جزر شرق بولينيزيا، مشيرين إلى أن هذه البنى المعمارية والتماثيل ترمز إلى السلطة والمكانة الاجتماعية، وتمثل طقوسا جماعية كانت شائعة في الإقليم.
موجات هجرة وتبادل ثقافي
وتفند الدراسة أيضا النظرية التي تفترض أن الجزيرة استُوطنت مرة واحدة وظلت معزولة، حيث تشير النتائج إلى وجود موجات هجرة متكررة وشبكات تواصل فعالة بين سكان الجزر، تبادلوا خلالها الأفكار والرموز الثقافية بين الشرق والغرب.
وأوضح الباحثون أن هذا التفاعل الإقليمي ساهم في نشر تقاليد بناء التماثيل والمعابد، ما يُشير إلى دينامية ثقافية أكبر بكثير مما كان يُعتقد سابقاً.
التحولات بعد الاستعمار الأوروبي
ومع وصول المستكشفين الأوروبيين في القرن الثامن عشر، شهدت جزيرة الفصح تراجعا كبيرا في عدد سكانها، نتيجة صراعات عنيفة وتفشي تجارة العبيد، وهو ما ترك أثرا عميقا على مجتمعاتها الأصلية.
ورغم ذلك، لا تزال الجزيرة اليوم واحدة من أهم المعالم الأثرية في العالم، وقد أُدرجت ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وتستقطب سنوياً آلاف السياح الذين يأتون لمشاهدة التماثيل الصخرية الفريدة التي تروي تاريخاً لا يزال في طور إعادة الاكتشاف.